الجمعة، 12 أكتوبر 2012

هل العلاج بإستخدام الخلايا الجذعية فعالا في حالات الشلل الدماغي للكبار

هل يعد العلاج بإستخدام الخلايا الجذعية فعالا في حالات الشلل الدماغي للكبار؟

 الشلل الدماغي أو المخي للأطفال أو الكبار هي إصابة مخية غير متقدمة تحدث للطفل أثناء الحمل أو الولادة وتكون هذه الإصابة مصحوبة بخلل في الوظائف الحركية المركزية والوضعية  كما تكون مصحوبة أيضا بإضطرابات في الكلام والسمع والرؤية والأكل بالإضافة إلي تشجنات وتدهور الوظائف المخية ومستوي الذكاء.
ويعد الشلل المخي واحدا من الأمراض التي تؤدي بشكل كبير إلي شلل للأطفال ويوجد حاليا أكثر من 310000 طفل تحت الـ 6سنوات مصابين بالشلل المخي و46000 حالة جديدة سنويا.
وكلما كان تشخيص حالة الشلل الدماغي مبكرا كلما كانت نتائج العلاج أكثر إرضاءا وكلما زادت الفرص لإستعادة المخ لوظائفه وذلك بفضل الطبيعة التكوينية للمخ والجهاز العصبي المركزي.
وتشير الأبحاث أن 90 بالمئة من تطور المخ والجهاز العصبي المركزي يحدث قبل سن السادسة ، ففي حالة بدأ العلاج في وقت مبكر يعمل ذلك على منع حدوث الخلل في الوظائف الحركية والوضعية والشلل الناتج عن تأثر الأطراف بالخلل في الأعصاب. كما أن العلاج التأهيلي لحالة الشلل الدماغي يتطلب وقتا طويلا بالإضافة إلي تكلفته العالية وبالتالي بعد مرور فترة من العلاج تواجه الأسر ضغطا ماليا كبيرا لتوفير المال اللازم لإستكمال مراحل العلاج التأهيلي.
ويعد التحدي الأكبر في الإهتمام ورعاية مرضى الشلل الدماغي البالغين حيث يحتاجون إلي إهتمام وأنظمة خاصة للرعاية. ففي معظم الحالات لا يتأثر مرضي الشلل الدماغي تأثرا بدنيا فقط بل يتطور الأمر إلي تأثيرات نفسية وعقلية أيضا كما يتطلب الأمر مراعاة ما يواجهونه من تأثيرات الشيخوخة والتقدم في العمر.
في الوقت الحالي، لا يوجد علاج قادر على تحسين الخلل في الوظائف الحركية لمريض الشلل الدماغي وما قد يزيد الأمر سوءا هو العلاج التأهيلي والذي يستمر لسنوات طويلة ويحقق تحسنا طفيفا في الوظائف الحركية في المقابل. كما أنه لا يمكن إنكار حقيقة ما يشعر به المريض من الاَم شديدة عند ممارسة تمارين العلاج التأهيلي كما أنه لايمكن تجاهل النمو الطبيعي في جسم المريض وما قد يترتب عليه من إصابات وتشوهات مثل ضمور العضلات وإنكماش الأربطة وتشوهات المفاصل.
وغالبا ما يلجأ مرضي الشلل الدماغي للعمليات الجراحية مثل عمليات إطالة وتر أكيليس والقطع الجذري للأعصاب الفقرية وبالرغم من وجود دواعي علاجية صارمة حيث أن الإختيار الخاطئ لمثل هذه العمليات الجراحية من شأنها أن تزيذ الأمر سوءا.
ومع التطور الطبي يزداد الإقبال على مجال إستخدام الخلايا الجذعية لعلاج حالات الشلل الدماغي، ولعل أحد أكثر الأسئلة التي تطرح على فريقنا الطبي يوميا هو ما إذا كان إستخدام الخلايا الجذعية لعلاج الشلل الدماغي للكبار مجديا أم لا.
فإنه وبالرغم من كون القوانين الفسيولوجية تشير إلي الصعوبة البالغة لعلاج الشلل الدماغي للكبار فقد تم علاج أكثر من 70 حالة في عام 2007 يتجاوز عمرها الـ 18 عاما، وكان أكبر هؤلاء المرضى سنا يبلغ من العمر 38 عام، وأظهرت التقارير أن 70 % من الحالات الـ 70 قد أظهروا تحسنا كبيرا في حالاتهم المرضية بعد تلقيهم للعلاج.
فهدفنا المنشود هو الوصول بإستخدام الخلايا الجذعية لعلاج الشلل الدماغي بشكل تام وتوفير حياة أفضل للمرضي البالغين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق